من سنة الله تعالى فى خلقه توالى الأيام والليالى وانقضاء السنين بعد السنين، فما عمر الإنسان بل والتاريخ كله والدول والشعوب، إلا ما حاكته يد الدهر من الثوانى والدقائق ومن أيام وشهور وسنوات، وكل لحظة من لحظات حياة الإنسان هى محسوبة عليه، فهى جزء من عمره لا محالة، فينبغى علينا أن نراجع أنفسنا وأن نعيد حساباتنا وأن نقيم تجاربنا وأن نستفيد من أخطائنا على المستوى الفردى والجماعى.
ونحن إذا أردنا أن نقيم ما حدث من أحداث وتجارب فى عام مضى ونحن نستقبل عاما جديدا ينبغى أن يكون ذلك بغرض تلافى الأخطاء واستكمال النقص والبناء على ما فات من خير وعمل جيد.
وبالنسبة للحالة المصرية فهى حالة مبشرة وجيدة بكل المقاييس على كافة المستويات، فمن الناحية الاقتصادية يوجد تقدم ملحوظ تمثل فى ارتفاع قيمة الجنيه المصرى مقابل الدولار الذى يتهاوى سعره بالتدريج ليعود إلى الحالة الطبيعية الخاضعة لمبدأ العرض والطلب لا لمبدأ المزايدة والاحتكار وتحويل العملة إلى سلعة، وهذا يدل على صحة القرارت الحكيمة والتدابير القويمة والخطوات الجريئة التى اتخذتها الدولة المصرية فى هذا الإطار، ويدل على أن قرارت المجموعة الاقتصادية المعاونة لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى كانت على قدر كبير من الاحترافية والعلمية والخبرة أيضا.
وفى هذا العام شهدت مصر طفرة حقيقية فى مجالات التصنيع وافتتاح عدد كبير من المصانع والمشروعات الحيوية الكبيرة والمتوسطة التى يقوم السيد الرئيس بافتتاحها بشكل شبه يومى، مما يدل على أن مصر بفضل الله تبارك وتعالى قد تخطت مرحلة الخطر والانهيار الاقتصادى الذى كانت معرضة له منذ أعوام.
ونحن الآن على مشارف عام جديد، وبالرغم من كل هذا الزخم من الإنجازات والتطورات والتنامى الاقتصادى والعسكرى ونتيجة لعودة مصر إلى مكانة السيطرة والنفوذ الذى يمكنها من حماية حدودها البرية والبحرية بل وحماية أعماقها الاسترتيجية من كل اتجاه، يجب أن يعلم الشعب المصرى ويقدر تمام التقدير أن هناك قوى إقليمية لازالت تراودها أحلام التوسع والنفوذ خارج أراضيها بأيدلوجيات وأفكار عفى عليها الزمان ولم يعد لها وجود على خارطة المجتمع الدولى تحاول أن تلتف من كل اتجاه لتحيط بمصرنا الحبيبة وتحاول أن توقع بها الضرر، وللأسف الشديد يتم ذلك بمعاونة من ينتمون إلى مصر اسما ويعادونها حقيقة، وفعلا من فلول الجماعة الإرهابية ومطاريد ثورة الثلاثين من يونيو.
على كل حال، نحن نثق فى الله تعالى، لأن مصر لم تكن يومًا ما طامعة ولا معتدية على أحد ونثق فى القيادة السياسية التى تعمل بجدارة وكفاءة كبيرة على تطوير وتجهيز قواتنا المسلحة الباسلة بأحدث المعدات والأسلحة الحديثة حتى أصبح ترتيب القوات المسلحة المصرية متقدما جدا وبخاصة قواتنا البحرية التى تحمى وتحرس مياهنا الإقليمة فى المتوسط شرقا وغربا، ونثق أيضًا فى كفاءة هذه القوات المسلحة وقوتها وقدرتها على حماية مصر من أية أخطار محتملة، ونثق فى عدالة قضيتنا المصرية الحضارية والتاريخية، ونثق فى وعى الشعب المصرى ويقظته التامة تجاه ما يحيط بمصر من أخطار ومؤمرات لا تنتهى من دول وجماعات لا هدف لها إلا نشر الإرهاب والخراب وإضعاف الدول وتقسيم الشعوب لأجل أطماعهم التوسعية وأوهام استعادة الخلافة التى لم تسقط إلا على أيديهم هم، ولم تتعرض البلاد الإسلامية والعربية إلى أكبر حملات استعمار واحتلال إلا بسبب ضعفهم وسوء إدارتهم لما كان تحت أيديهم من دول وشعوب.
مر عام وأتى عام والتحديات التى تواجه مصر لا زالت ماثلة حاضرة، وأكبر تحد الآن أن مصر هى قلعة الوسطية الدينية وقبلة التعايش السلمى يعيش بها المصريون مسلمين ومسيحيين على أرض واحدة بقلوب نابضة بالحب والخير والتسامح يقتسمون الخبز ومعه المصير والهدف، وهو رفعة مصر بسواعدهم وعقولهم وأرواحهم.
مر عام والإرهاب ينحسر بل يموت ويحتضر ودماء الشهداء تفوح رائحتها كالمسك الطيب من ربى طور سيناء الأرض الطيبة التى كلم الله موسى فيها تكليما، وتجلى ربنا للجبل فجعله دكا، وحاشا لهذه الأرض التى شهدت المعجزات والتجليات والتى رُويت عبر التاريخ بدماء خير أجناد الأرض منذ معركة أكتوبر وحتى اليوم، أن تكون إلا مقبرة للغزاة والإرهابيين، هذا قدرك ياسيناء وهذا قدرك يا مصر يا قلب العالم ويا فجر التاريخ ويا منبع الحضارة ويا قبلة العلم ويا قلعة الوسطية ويا حصن الإسلام ويا حامية العروبة، هذا قدرك أن تمر عليك السنون تلو السنين، وأنت شامخة سامية راياتك خفاقة وأعلامك شامخة ونجمك فى سماء المجد ساطع تبسطين يديك بالعطاء والخير والنماء للبشرية كلها، وينتشر فى ربوع المعمورة أبناؤك حملة رسالة المجد والتعايش والسلام يرفعون رأسك عاليا بالمنجزات والانتصارت فى كل المجالات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة